القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المقالات [LastPost]

قصة قصيرة قصص قصيرة



وانتهى الحديث في المرّة السابقة ، أنّ إذن الخضوع جاء من طفلة ، فضحكت في سرّي وهززت رأسي .... هذا ما حدّث به المنفيّ ذاته…

حديث لم يكتمل بعد

للمرّة الألف اعاد ذلك المنفيّ كلامه على مسامعهم ، وللمرّة الألف أخذ منهم العهود والوعود ، ولكن هذه المرّة كان يسمعهم ينظمونها بمفرداته هو ..

ظنًّا منهم ـ ربّما ـ أنّها الطريقة الأسلم لإقناعه بأنهم فقهوا قوله ، أو ربّما أرادوا بذلك أن يقنعوا أنفسهم بأنّهم جديرون بأن يشغلوا وجدان المنفيّ وكيانه ، أو ربّما لأسباب لا يعلمونها حتّى هم في أنفسهم…

وللمرّة الألف شاهدهم المنفيّ يسيرون في نفس الدّرب المتعرجة الدّائريّة التي تقودهم نحو نقطة انطلاقهم، وينظرون في مرايا ذواتهم بعيون الرضى وهم يلوكون نفس المفردات التي لم يفقهوا يومًا قدسيّة معانيها…

وقف النفيّ في باحة روحه يخاطبهم ، بحروفه القدسيّة الطّاهرة :

ـ حتامَ تقتلون أرواحكم رخيصةً لقاء أوهامكم الفارغة ؟

ـ حتامَ تنظرون إلى خيالكم المتعاظم أمام الشمس ولا تدعون النور يلجُ نفوسكم التوّاقة لتجاور الشّمس ؟

ـ حتام تجعلون همّكم ان تنطقوا ما لا تعنون ، وأن تلبسوا ما لا تحيكون ؟ وأن تسيروا حيث لا ترغبون ؟

ـ ما الذي يجبركم على كلّ هذا ؟

ـ أليس باستطاعتكم ان تكونوا انتم وكفى ؟!

ـ كونوا أنتم كيف شئتم وأنّى شئتم ، ولكن أرجوكم تصالحوا مع ذواتكم .

ـ اتوسّل إليكم كونوا بلا لونٍ كالماء .. كما رأيتكم دائمًا وكما أحبّ أن اراكم…

كونوا ما شئتم فليس عليكم أن تشاركوني جنوني وان تصعدوا جبل الشمس برفقتي . وليس عليكم أن تدخلوا ذلك المحراب المقدّس ، وأنتم عبيد خوفكم وخنوعكم ، او ربّما قناعاتكم المختلفة عن كلّ ما أدعوكم إليه ، وارضاه لكم.

كونوا أنتم وكفى !!

فحسبكم ان تنظروا في مراياكم بوجوه تشابه أرواحكم ..

وهذا إنجاز عظيم .

بقلم الأستاذ الأديب مصطفى سعيّد

reaction:

تعليقات