القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المقالات [LastPost]

شيء بين تقديس وشيطنة!

شيء بين تقديس وشيطنة!

تقديس وشيطنة

كلّ شيء يبتدئ من لا شيء!


قالها ومضى بخياله نحوها!


من هي؟


خيطُ دخان شفيف، أم اشتعال سيجارة مجمرها أرجوانيّ يدلّ على زمان معتّق، كنبيذ هو، والنبيذ غال إذا كان معتّقا!


ثمّ قال لها:
أتدرين هذه المجمرة؟


قالت أيّ مجمرة هذه؟


قال: شفتاكِ كلّ المجمرة! دفء شتاء، ألق مساء، ارتشاف الجمّان دون عناء...


ثمّ ماذا؟ لا جواب لا كلام... لتكن لغة العينيْن اليوم هي الترياق...


أوّاه يا حبيبي، لقد اشتقت إلى حلو العناق، واشتقت إلى أحاديثي بين أحضانك، أقول أحضانك وأجهش بالبكاء... أحضان هي، وليست محض حضن واحد، إنّها جنّة العشّاق!


منذ سنة وخنجر الهجر هذا حزّ قلبي؛ ومن يدري؟


عبثًا، يقولون وباء، ووجعًا أقول أنا: بُعْد الحبيب عن القلب وباء!


أأحبّك من بُعْد، ماذا يجري لو أحببتك من بُعْد؟


أليست المدارس اليوم هكذا! أولسنا بهذا الحبّ مدرسة...


آه يا أبجديّة العشّاق، ما هذا الذي تفعيلنه؟


لكن أدركي جيّدًا، لقد دخلنا مرحلة الصوت الطويل اليوم:
"يمدّ الدجى في لوعتي ويزيدُ... ويبدأُ بثّي في الهوى ويعيدُ!"


ليس عبثًا أن يقدّس الإله العشّاق، ويجعل لهم قدّيسًا على مذبحه ننهال قبلًا، فأقبلي أراقصك رقصة "الفالس" الأخيرة، وأطبع قبلة "شباطيّة" على شفتيْك، ليحيى الأوركيد! وضمّخي نار جفنيْك بالبنفسجيّ؛


يا وردة بنفسجي أنا؛ أودّ لو أراقصك اليوم كشتلة تبغ، وأشدّك غامرًا، وغامزًا إلى أذنيكِ: "أنا لك! أنتِ لي! ونحن اثنان بواحد، بلى هكذا ننسج معادلات الغرام...


لا تقولي شيئًا الآن، سأرسل قلبي، وعنده الجواب... أنّ الحبّ المستمرّ عقار!


أنّه لقاح المتيّمين، وسلوة الموجوعين، خمائل الهوى وحبائل الغزل القدسيّ... شيطان أنت يا حبّ، لكنّك شيطان من فصيلة نادرة، شيطان لا يعرف الشرّ، لكنّ له نصيبًا من بعض التصرّفات، أمراهق هو العاشق؛ إنّه ابن تسع، وعشرين، وأربعين... ومئة...


هو ذا الذي لا تحدّه الأعمار، فكيف عساها تحدّه مسافات ويكبته سجن، أو تمنعه عن شيطنته "جائحة"، فلنقارع الجائحة بالشيطان الملاك، سنهزمها ونمضي، وأعود إليك وتعودين، لن أقول انتظري نهاية الحجر! بل سأقول ها أنا قادم فانتظريني، واتركي الشبّاك مفرّعًا على مصراعيه، وانتبهي ها أنا ذا قادمٌ في أوّل المساء!


reaction:

تعليقات