القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المقالات [LastPost]

نظريّة التعليم والإطار الأوروبيّ الموحّد المشترك لتدريس اللغات - الجزء الثاني

نظريّة التعليم والإطار الأوروبيّ الموحّد المشترك لتدريس اللغات - الجزء الثاني


في ورقتنا هذه استكمال لمعايير كنّا ذكرناها في القسم الأوّل من هذا البحث. 

3- قياس الآداء ونماذج التقويم:


يتابع الإطار الأوروبيّ سياسته في تعلّميّة اللغات، وصولاً إلى قياس الآداء ومستويات التقويم، فمن البديهيّ أن يعرف المتعلّم مستواه ويقيس كيفيّة تبلور آدائه، ويتحرى عن وضعه اللغويّ إلى أيّ مدى يشهد تقدّماً ملموساً يقيسه في تجربته وتلبية حاجاته.

وعلى الرغم من أنّ هذه اللغة لغة ثانويّة لدى الطالب إلّا أنّ هذا لا يمنع حاجته أن يعرف كفاءاته ومقدرته الاتّصاليّة مع غيره من الأقران المتكلّمين، فاللغة أداة تواصل تقاس بمدى تلبيتها حاجة الفرد.

والتقويم المنشود لدى الإطار الأوروبيّ ينطلق من دواعي الاستعمال اللغويّ، أو النشاط الذي بموجبه وعلى أساسه تستخدم اللغة؛

وفي حصر للنشاطات اللغويّة، نجد أنّ استعمال اللغة – بناءً على الحاجة إليها- لدى متعلّم العربية لغة ثانية متمحورة في خانة الاستماع/ المحادثة/ المحاورة/ الكتابة ولا سيّما الكتابة التقريريّة أو التراسليّة.

وهكذا دواليْك وصولاً إلى محور النشاط الكتابيّ، ومهما يكن من أمر فإنّ التقويم الكتابيّ مسألة لا مفرّ منها أمام المتعلّم ليتمكّن من استكمال أهليّته اللغويّة ويقضي حاجاته الوظيفيّة كافّة؛ مع الحفاظ على خصوصيّة اللغة العربيّة ولاسيّما بنظامها المكتوب في هذا المجال.

4- المقدرة الاتّصاليّة:


تستكمل حلقات الإطار الأوروبيّ ومبادؤه بالنسبة إلى تعلّميّة اللغات مع هذا المقياس، ولعلّ هذا المقياس لبّ الإطار وأساس فلسفته التربويّة ومنطلقها.

فالتواصل والاتّصال مبدأ يتوخّاه الإطار المرجعيّ لدى متعلّميه من خلال قنوات مقطعيّة: صوتيّة- تركيبيّة- تداوليّة في إيصال أفكارها ومكتسباتها وكفاياتها؛

وعندئذ من الممكن الحديث عن استثمار التكنولوجيا وعلوم العصر الحديثة في هذا المجال، فعصرنا اليوم هو عصر التكنولوجيا والوسائل التقنيّة أو (التقانة) المستثمرة في التعليم...

ومن ميّزات اللغة العربيّة أنّها تقبل المناظرة والحجاج والمحاورة والتداوُل الحيثيّ الاجتماعيّ؛ ما ينمّ عن مقدرة اتّصاليّة كبرى تجعل المتلقّين يتواصلون بعمادها حول شتّى أغراضهم وموضوعاتهم...

وهناك غير شكل من أشكال الاتّصال منها اللفظيّ وغير اللفظيّ (الحركيّ) وكذلك قد ينضمّ إليها الكتابيّ، ومن الممكن إرفاق أنموذج حول تكوين المقدرة الاتّصاليّة باعتماد لغة الجسد.



على سبيل الختام:

يوسّع الإطار الأوروبيّ لتعليم اللغات من الرؤى التربويّة – اللغويّة، ويتيح لنا التأطير لنظم وأسس ومناهج لغويّة- عربية حيثيّة جديدة... وعلى العموم فمن الممكن استنتاج التوصيات والاقتراحات الآتية:

  1. جعل الإطار الأوروبيّ منضوياً إلى مناهج التعليم العالي، وخلق مسارات منهجيّة- تأطيريّة من وحيه في تعلّميّة العربيّة لغة ثانية.

  2. استثمار التجارب المطبّقة على أساس الإطار الأوروبيّ بغية الاستفادة منها وتعميمها على مختلف القواعد التي ترعى شأن تعليم العربيّة لغة ثانية. 

  3. التركيز على المهارات الاتّصاليّة ووسمها بمزيد من التقْنيّات والأمور المُيَسّرة كاستغلال الثورة التكنولوجيّة وأدوات التواصل بجوانبها كافّة. 

  4. ابتكار نظام إلكترونيّ يعين في التقويم وانتقائيّة النصوص. على أن يتخلّله ملفّات مرئيّة مسموعة وابتكارات وبرامج تتيح للمتعلّم أن يقيس مدى محايثة ما يكتسبه لغويّاً على أرض الواقع. 

هذه بعض الأسس المقترحة التي نستنتجها في ختام هذه الورقة البحثيّة، على أمل أن تستمرّ الجهود والمؤتمرات في سبيل إرقاء اللغة العربيّة ونشرها وتعليمها كلغة ثانية، مع استغلال تطويرات العصر الرؤيويّة تنظيراً وتطبيقاً لدعم مناهجنا التدريسيّة وتأطيرها.

في: 1/8/2019  
أ. محمد خليل حمادي
reaction:

تعليقات